اسليدرمقالات واراء

جنة و جحيم صديقي

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت:ايمان مكاوى

حياة بلا صديق كبحر بلا شواطئ وصداقة بلا وفاء كغابة يكثر فيها الثعالب
فالصداقة في عصر السرعة وزمن طغيان الماديات اصبحت شيئا صعب المنال وطريق الحياة يمر بالعديد من الصدقات لكن نادراً ما تستمر صداقة وتنتهى لأتفه الأسباب وقد تكون هذه النهاية مؤلمة للطرفين
فأين الصديق ؟!
كنت دائما اسأل هل هناك صديق في هذا الزمن الردئ فهناك أصدقاء المصالح الشخصية وأصدقاء الغيبة والنميمة والكلام عن الناس الأبرياء
أذن اين هو الصديق؟!
انا لا اقول ان الارض قد خلت من الاصدقاء الاوفياء ولكنهم قلوا فالحضارة والمدنية قد غيرن النفوس فلم تعد الصداقه والتآخي لها معنى
بل اصبح كل شيء يتحرك أمامنا كالآلة المتحركة وصونا تجاري الزمن الذي نعيش فيه
ونتخلي عن المبادئ والقيم الاخلاقية حتى نجاري الحضارة والمدنية
فالعالم اقرب للهلاك منه للبناء فما عاد البناء ينفع اصبح الخراب في كل مكان نراه تقدما وهو خرابا فسحقا له من مدمر للحياة
الخراب اذا عم ما عاد ينفع فيه بناء بلا يصبح من اللازم سحقه فلا يبقى سوى القواعد الصالحة لبناء جديد والباقي يتدمر ويتلاشى يسحق ويندثر فلا يبقي منه شيئاً
عندها نقول اين ما كنا نراه ونحسبه نماءا ؟ قد تلاشي واختفى وما بقي سوي القاعدة السليمة وهي النفوس الطاهرة وكل نفس شريرة تندثر مع العاصمة وتدفن مع الزلازل وتتدخر مع انقلاب الموازين
والنفس الطاهرة هي الاساس المتين وعليها يقوم البناء السليم الذي يدوم وهو بناء الحضارة الحقيقية التي لا شر فيها ولا حقد و لا حسد حضارة النفوس البيضاء و الطاهرة فيا حسرة على زمان ولي ومضي واه على زمان آت مجهول المعالم لا يعرف المرء فيه خليله فبعضا من الناس يتلونون بصداقتهم بألوان الطيف كل ساعة لون وكل ثانية عمل
يدلسون ويتمسحون لكي يصلوا إلى ما يريدون والي الهدف المبتغي من صداقتهم والاغرب من ذلك أن الانسان لا يكتشف ذلك الل بعد فوات الاوان وينهى بذلك صداقة دامت لفترة فقد كانت صداقة مصلحة فقد يمر بأزمة او ضيق او مشكلة ويري الذين يعتبرهم اصدقاء مخلصين هم ابعد الناس عن المعاناة التي يعيشها يتظاهرون بعدم معرفتهم بذلك لأن بداخلهم عقدة نقص وعدم العرفان بالجميل وعندئذ تفقد الصداقة معناها وتفقد رونقها واهميتها وعظمة معناها ويندم الانسان ويفقد الثقة فمن حوله نادما على ايام اضيعها وفناها وهدرها بصحبة ذلك الصديق كانت صداقة زائفة وخادعة ويندم عندما لا ينفع الندم بعدما تموت الصداقه بداخله يندم على الايام والساعات كيف اضاعها هباء وكيف كانت العواطف صادقة من ناحيته وتقابل بعواطف مهترئه أسقطت معني الصداقة
ان الصداقه بمفهومها ومعناها شئ مقدس وتربط ما بين الناس بحبل من الصراحة والصدق والمجاملة ويجب علينا دائماً ان نفصل بين الصداقه والمصلحة المزيفة
فالصداقة حرج متي شيد لا يهدم ولا يندثر فالصرح لا ينهدم الا اذا كان معيبا والصداقة لا تهدم الا اذا كانت معيبة والعيب في الصداقه بسلبها حقها في الاسم الذي تحمله وينقلها تحت تعريف اخر
فإن الحب كالقمر يبدا هلاله صغيرا ثم يكتمل ليصير بدرا فإنه يبدا في التلاشي تدريجية
هذا شأن الحب غير الصادق لكن هل يعقل ان تكون المودة الصادقة الصافيه كذلك؟!
لا فالمودة بين الناس تبدا صغيرة وتنمو لتصبح كبيرة وعميقة الاثر وعامة الفائدة
وهي تتربي على المناصحة والتأخي وتترعرع بين جوانبها الاحاسيس المرهفة والحسن النابض لا يفكر السطحي الهابط والقول الموحش وتغطي تلك المودة الاخلاق الحميدة وتغديها الكلمة الصادقة وتلبسها الحشمة والوقار اما المودة التي تبدأ عميقة كبيرة وتصغر تنازليا فتلك مصيبة عظيمة تفت عضد الانسان وهذا يعني أننا لما نحن نختار من نودهم ونصاحبهم ونخلص لهم الحب لذا يجب أن نجعل معاملاتنا ومعاشرتنا وحبنا للناس تبدأ صغيرة وتكبر مع الايام وتزداد تلك المعاشرة مع زيادة النصح وتبادل المعرفة واخلاص الكلمة فالصاحب اذا لم يكن ناصحا لك وداعيا لك الي مكارم الأخلاق ونبذ ما عدا ولا كثر عليه التأسف واذا لم تجد فيمن تصاحب الاذن الصاغية لسماع النصح والعمل به فإن الاستمرار معه يعني ان تهوي معه في الهاوية فالمرء علي مذهب خليله فلابد من الصداقة ان تبني علي الثقة والاحترام وقوة التحمل والامانة والتفهم والمساندة والشخصية المستقلة التي تدع كل منهما يتصرف دون الاخر في بعض الأحيان فكل منهما حياته دون التدخل في خصوصياته
فالصداقة ليس بالانسان الذي يقطن معك في كل مكان واحد فقط وانما تشعر بوجوده في كل مكان و في كل زمان مهما بعدت المسافات وعلت الحواجز حين تصدق سريرته وتطهر من الغش و الخداع والخيانة بحيث لا يصاحبك لمصلحة شخصية ولا يطعنك في ظهرك وينهش لحمك ويدس الدسائس لك ليفسد عليك حياتك وانما الصديق ينبوع من العطاء مستودع لسرك يضحي من أجلك ولا ستنكف عنك اذا وجدك في محنة حينئذ تتحول اقواله الي افعال يشاطرك همومك ويخفف أحزانك ويدخل السرور الى قلبك ويحاول زرع الامل فى نفسك لينير دربك منصفا وينصرك على من ظلمك لأن الصديق وقت الضيق والازمات فالصداقة الجيدة وقت الشدة فهي ليست في مصافحة الصديق او الابتسام في وجهه والتنزه والتحدث معه بحديث عزب بل هو الشعور الذي يتولد لدب المرء عند إدراكه ان شخصآ آخر يثق به والصداقة والصديق ونفعه وضرره فهو بالقليل فإذا وجدت الصديق الصادق فلا تدعه حتى تشيب وأنس به وكن له قريب فعندما يقبل تقبل الدنيا بفرحها عليك فلا تغرك الايام فتتخلي عن الغالي لديك ولا تخن صديقك لا تتحرك صديقك فالتواصل اذا ما قطع فوصله صعب عسير فأحتفظ بصديقك يحالفك الزمن

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى